الخميس، 29 أكتوبر 2009

ضجيج بلا طحن

من يملك إرادة الفعل وقوة التأثير لا تعوزه دقة الرأي وبيان التعبير، لكن المشكلة فيما يدور من لغط وشطط على صفحات الجرائد حول الخلافة على مقعد الرئاسة والخلاف على قضية التوريث، وخصوصا فيما يطرحه المعارضون و"النخبة"، أن الأقوال والأفكار تطرح تسجيلا للمواقف بديلا عن تحريكها. وتسعى وراء ذلك سعيا حثيثا ماكينة الصحافة التي تنتعش دائما كلما يعلو الضجيج، خاصة إذا كان ضجيجا بلا طحن منخفض التكاليف.

زوبعة الفنجان الأخيرة أثارها صحفي لامع له تاريخ ثري منذ أن كان كاتب السلطة المعتمد، فقد كان الأستاذ هيكل شديد القرب من دائرة النفوذ واتخاذ القرار في العهد الناصري وأوائل عهد السادات قبل أن يختلف الرجلان. ورغم أنه لم يعد كذلك، فقد أثار حواره الأخير في جريدة "المصري اليوم" سحابة جديدة من الطنين الصاخب والبريق الكاذب حول مسألة الإصلاح الدستوري والسياسي في البلاد بعد أن وضع الأمر بيد من لا مصلحة له، ولا يريد إصلاحا من هذا النوع، ولا يشعر بأزمة تضطره إلى الاستجابة لمطالب من يفترض أنه يعارضه.

وحديث الأستاذ هيكل ليس به جديد، وربما أقل قيمة مما طرحه الدكتور حسن نافعة في سلسلة من مقالات الرأي على نفس الجريدة التي حاورت هيكل، ومن أطروحات الدكتور أسامة الغزالي حرب من حيث كونهما أكثر وضوحا حول ميول السلطة الحاكمة والحاجة إلى مبادرات من خارجها. وحديث المستشار طارق البشري في حواره مع جريدة الشروق يوم الخميس الماضي أكثر قيمة من هذا وذاك، فقد أكد الرجل بوضوح أن مواجهة التوريث والصراع على منصب الرئاسة هدف أكبرمن قدرة المعارضة على تحقيقه وأن الاستبداد لا يتنازل عن موقعه إلا إذا تعرض لضغوط قوية، مرجعا الأمر إلى "موازين القوى" في المجتمع.

أوضح البشري أن المعارضة أخطأت عندما رفعت شعار تعديل الدستور في 2005 وهي لا تملك القدرة على التأثير، وأن شعارها استخدم لتنفيذ ما يكممها وما يجعل البلاد تتراجع دستوريا وتتراجع ديمقراطيا، بإلغاء الرقابة القضائية على الانتخابات، وتفصيل مادة الترشح للرئاسة على شخص واحد، وزيادة صلاحيات الرئيس، وتقنين حالة الطوارئ والمحاكم العسكرية مبينا أن "النظام المستبد المطلق أصبح دستوريا بهذه الحركة التي بدأتها المعارضة."

طرح البشري مجموعة أخرى من "المطالب الموضوعية" يرى أن المعارضة ينبغي أن تتبناها، هي إنهاء حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين وإطلاق الحريات وإعادة الإشراف القضائي الكامل على العملية الانتخابية قائلا: "ولا يهمنا بعد ذلك من يأتي". الحوار غني جدا بأفكار يطرحها مؤرخ ومفكر سياسي ثاقب النظر تعلمنا الكثير من كتاباته وتأريخه للحركة الوطنية المصرية، وقد ركز على ضرورة أن يتحمل الشعب تضحيات متعلقة "بالتحريك والتنظيم" حتى يصبح قوة تعادل قوة السلطة، كما انتقد الإخوان قائلا إن مساهمتهم في العمل السياسي أقل ما تحتاجه مصر وما يقدرون عليه.

أتفق تماما مع البشري في أن واجب المعارضة أن تسعى لبناء مراكز للقوة في المجتمع وأن تطرح أهدافا قابلة للتحقيق وألا تتوقع هدايا من السلطة، خاصة إذا كانت هذه الهدايا ضد مصالح السلطة وأهدافها، وأن محاولة إقناعها بتقديم تلك الهدايا ليست تعبيرا عن الإفلاس والعجز فحسب وإنما هروب من الواجب أيضا. غير أن ما يؤخذ على كلام البشري هي تلك الثقة الكبيرة التي يوليها "لجهاز إدارة الدولة" – أي الوزارات والهيئات والإدارات المختلفة – والتي يحرص على أن يفرق بينها وبين "جهاز الدولة" – أي الرئاسة والحكومة. وهذه الثقة مردها إلى أن جهاز إدارة الدولة لا يزال موجودا وبه العديد من الخبرات التي يمكن "أن تتجمع وتؤدي إلى تغيير فعلي في سياسات الحكم والأطقم القائمة."

تنطوي هذه الفكرة على تناقض فج في رؤية المستشار البشري عندما يراهن على بيروقراطية الجهاز الإداري للدولة في دفع الأهداف الديمقراطية، خاصة أن أقوى قطاعات هذه البيروقراطية – أي المؤسسة العسكرية والأمنية – لا يمكن أن ترتبط من قريب أو بعيد بمشاريع ديمقراطية. أضف إلى ذلك أن جانبا أساسيا من انتقادات البشري للسلطة القائمة يتركز على سياساتها التي أدت إلى تفكيك جهاز الدولة بحيث "تحولت العلاقة بين الرئيس والمرؤوس إلى علاقة تابع ومتبوع وتحول جهاز إدارة الدولة إلى التبعية." ألا يعتقد المستشار البشري أن تكون سياسات التفكيك قد أدت إلى إضعاف الجهاز الإداري أمام السلطة؟ ولماذا يفترض أن كبار الموظفين في الجهاز البيروقراطي يطمحون لأكثر من الحفاظ على وظائفهم، وهو طريق توفره لهم السلطة عبر استرضاء الحاكم؟ الجهة الوحيدة القادرة على الفعل في الجهاز الإداري للدولة هو المؤسسة الأمنية، وهي مؤسسة تدين بامتيازاتها جميعا للاستبداد والحكم المطلق، ولا يمكن أن نتصور أن لديها الإرادة أو المصلحة في تحقيق الديمقراطية.
يردنا ذلك إلى المشكلة الرئيسية فيما يدور من ضجيج الأقوال على صفحات الجرائد وتراخي الأفعال على أرض الواقع. وأخشى أن صخب النخبة في الحديث حول الأهداف الكبرى محاولة لتسجيل المواقف بهدف ستر العوار وليس حديثا جادا لاكتشاف المسار. لأن وضع الأهداف الخطأ تبرير للتقاعس والفشل، وطلب المستحيل شيمة من أدمن الكسل.

الخميس، 8 أكتوبر 2009

جرائم عادية أشد فظاعة

تركز أفلام الرعب الخيالية عادة على ابتكار أشكال مختلفة من الجريمة وأحداث يتوقع مبدعوها أن تثير الفزع في أغلب الأحيان، والتقزز أحيانا، واختناق اليأس أحيانا، بل وأحيانا نشوة الانتصار الذي ربما يكون مؤقتا بانتظار جولة أخرى عما قريب. موضوع هذه الأفلام، التي غالبا ما تكون أمريكية، هو الإثارة، وهو ما تنجح فيه رغم إدراكنا أن لا صلة لها بالواقع.

والمفارقة أن الجرائم الواقعية والحقيقية التي ينتجها نظام السوق أكثر فظاعة وأشد رعبا وحقارة من تلك الجرائم الخيالية في أفلام الرعب ولكنها أقل إثارة بكثير بحيث نتعايش معها وكأنها جزء من طبيعة الأمور مثل مشرق الشمس أو مغربها وهطول الأمطار في مواسمها المعتادة.

تعظيم الربح هو القوة الأساسية التي تحرك هذا النظام، بل هو الفضيلة الأساسية التي تقاس عليها جميع الفضائل الأخرى وتحدد لها مدى واقعيتها ودورة حياتها. وقد لخص المدافعون عن نظام السوق هذه الفكرة في عبارة شهيرة هي "الطمع فضيلة" لدى تبرير السياسات التي كانت السبب في الأزمة العالمية الأخيرة وأنتجت الهوة السحيقة بين الأغنياء والفقراء على مستوى العالم.

دوافع تعظيم الربح هي التي أنتجت تلك الجرائم الفظيعة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من هذا النظام والتي تهدد بانقراض الجنس البشري برمته، ربما أبرزها غازات الاحتباس الحراري والأمراض التي تنتج عن التلوث وتخليق الفيروسات في إطار الحرب البيولوجية والحروب التقليدية التي أصبحت أكثر شراسة وتخلف دمارا ما كان يخطر ببال أشرس الطغاة وأكثرهم بشاعة في الأزمنة الغابرة.

وإذا بحثت عن السبب الذي دفع ممدوح اسماعيل إلى قتل أكثر من 1000 نفس بريئة لا يعرف عنها شيئا لن تجد غير تعظيم الربح على استثماراته، وإذا سألت عن سبب تورط هاني سرور، صاحب شركة هايدلينا، في توريد أكياس دم فاسدة وأجهزة غسيل كلوي ملوثة للمستشفيات العامة فلن تجد غير نفس الهدف "تعظيم الربح"، وإذا فتشت عن أسباب توريد شركة "التجار المصريون" قمحا فاسدا مليئا بالحشرات والآفات الميتة والبذور السامة لهيئة السلع التموينية ستجد الهدف نفسه "تعظيم الربح".

قد يجادل البعض بأن هناك نظما وقوانين ودولة ومؤسسات تستطيع أن تواجه هذه الجرائم وتجعل النظام يعمل في خدمة المجتمع والسكان بدون هذه الجرائم الفظيعة التي يختارون لها عنوان الفساد. غير أن أي قراءة بسيطة لواقع هذا النظام تكشف أن المؤسسات والقوانين مهما بلغت دقتها وحنكتها لا تستطيع أن تقاوم، ناهيك أن تمنع، جرائم هذا النظام مادامت هذه المؤسسات وتلك القوانين جزءا من آلياته.

أحد الأمثلة الصارخة على فشل المؤسسات في مواجهة هذه الجرائم نجده في "إدارة الغذاء والدواء" الأمريكية، التي يعتبرها كثيرون أكثر المؤسسات نزاهة وكفاءة في ضمان سلامة الدواء والغذاء. بعض الإحصائيات المستقلة تشير إلى أن 100 ألف مواطن أمريكي يموتون ومليوني مواطن آخرون يصابون بأمراض مختلفة سنويا بسبب أدوية حصلت على موافقة هذه الإدارة، مما دفع إحدى الروابط الطبية في الولايات المتحدة تشير إلى تواطؤ الإدارة مع شركات الدواء.

العلماء والباحثون الذين يعملون في هذه الإدارة أنفسهم يؤكدون أنها لا تؤتمن على مراقبة سلامة الدواء، وذلك وفقا لاستطلاع رأي أجري في عام 2002. كما أشارت تقارير صحفية عديدة إلى تهديد الإدارة للباحثين والعلماء الذين يعملون لديها من أجل إخفاء ما يكتشفونه من آثار ضارة وسلبية لتعاطي أدوية معينة أو تناول أغذية معدلة جينيا. بل وتتعرض الهيئة نفسها لضغوط من أعضاء الكونجرس والإدارة الأمريكية من أجل الموافقة على الأدوية والأغذية التي تنتجها بعض الشركات الكبرى وإخفاء أي تقارير حول أثارها الجانبية التي قد تكون قاتلة. سلسلة الفضائح التي ارتبطت بأدوية الأعصاب والمفاصل والمسكنات تعتبر دليلا كافيا على ذلك ولكنها لا تمثل إلا قمة جبل الجليد.
لا نحتاج إلى سرد المزيد من التفاصيل عن تلك الجرائم اليومية البشعة التي لا نقابلها بأي نوع من الإثارة، ولكن يحق لنا ألا نتوقع خيرا من حكومتنا التي تقدس هذا الحافز المجنون "تعظيم الربحية" وتدخله في كل جانب من جوانب حياتنا. وعلينا أن نترقب بحذر شديد كل إجراء سوف تتخذه تحت مسمى الإصلاح، لأن إصلاحها دائما يستهدف "تعظيم أرباح" البيزنس وفتح مزيد من الفرص أمامه حتى وإن كانت على حساب الغالبية العظمى من أبناء مصر.

الخميس، 1 أكتوبر 2009

وطن الدكتور نظيف

عبر رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف عن موقف جماعة رجال الأعمال ومن يطلق عليهم اسم المستثمرين في مصر من قضية الديمقراطية أبلغ تعبير عندما أجاب عن سؤال يتعلق بقانون الطوارئ خلال مؤتمر اليورومني قائلا: إن أهم شىء هو أمن واستقرار هذا الوطن ولا يجب أن ننسى أن جذب الاستثمارات والمستثمرين يعتمد أساسا على مدى الثقة فى الأمن والاستقرار. «وكلما كان هناك أمن واستقرار كانت البيئة مشجعة لجذب الاستثمارات والمستثمرين». وقد نشرت جريدة الشروق هذا الكلام على لسان رئيس الوزراء في صدر صفحتها الأولى يوم الخميس الماضي.

ربما أعجب رئيس الوزراء بإجابته التي تتجنب أي حديث مباشر عن ضرورة رفع حالة الطورائ وما تمثله من إهانة وتجاوز على حقوق وكرامة المواطنين، خاصة الفقراء والمعارضين لسياسات الحكومة، بحديث مراوغ عن أهمية أمن واستقرار "الوطن" وتشجيع الاستثمار والمستثمرين. لكن السؤال الذي ينشأ عن ذلك مباشرة هو لماذا يرتبط الأمن والاستقرار بتطبيق مجموعة من القوانين العرفية تستطيع أجهزة الأمن استخدامها للتجاوز على جميع الحقوق الدستورية والقوانين العادية وحقوق الإنسان وكرامته؟ وهل كل الدول التي تتمتع بأمن واستقرار وبيئة جاذبة للاستثمار تفرض حالة الطوارئ الدائمة بحيث تكون هي الحالة الطبيعية وليست الحالة الطارئة في حياة المجتمع والمواطنين؟ ولماذا لا يرضى المستثمرون عن بيئة الاستثمار في مصر إلا إذا فرضت على أبنائها حالة الطوارئ والقوانين العرفية بما تمثل من اعتداء على الحريات وإهانة لكرامة الناس؟

إجابة هذه الأسئلة تتضح من بيان المعنى الملتبس لكلمة "الوطن" التي وردت في إجابة رئيس الوزراء، لأن حالة الطوارئ لا توفر الأمن والاستقرار في وطننا نحن، حيث لا نجد في وطننا هذا – وطن الفقراء من الفلاحين والعمال والمهمشين في المدن – أي درجة يعتد بها من الأمن والاستقرار، وتنتشر فيه جميع أنواع الجرائم من قتل وسرقات وبلطجة وتداول المخدرات وتعاطيها ولا نجد أي دور لأجهزة الأمن إلا عندما نحتج ونعترض على جرائم السلطة ضدنا، كما لا يوجد عندنا أي نوع من الاستقرار، فلا يستطيع العمال أن يضمنوا عدم تسريحهم من مصانعهم غدا، ولا يستطيع صغار الموظفين تلبية احتياجاتهم الأساسية اليوم ولا ضمان الحفاظ على مستوى معيشتهم الحالي غدا، كذلك لا يستطيع صغار الفلاحين أن يضمنوا عدم مصادرة أراضيهم لصالح مشروع تقدم به مجموعة من رجال الأعمال أو انهيار زراعتهم بسبب احتكار واحد من الكبار توزيع البذور أو الأسمدة. كما أن فقراء المدن ممن يقطنون الأحياء المهملة "العشوائية"، لا يضمنون ألا تتعرض بيوتهم للهدم وأسرهم للتشريد بين ليلة وضحاها. وعلاوة على كل ذلك، لا يضمن أحد من أبناء الفقراء عدم اعتداء الشرطة عليهم لسبب لا يعرفونه وتلفيق القضايا لهم وحبسهم وربما تعذيبهم باستغلال قانون الطوارئ الذي يحمي أمن واستقرار وطن الدكتور نظيف.

وطن رئيس الوزراء إذن لا يخصنا في شئ، بل إن وجوده هو السبب الرئيسي في غياب الأمن والاستقرار في وطننا نحن – وطن الفقراء. وطن الدكتور نظيف لا يمكن أن يعيش في أمن واستقرار على أرضنا إلا إذا فرضت الحكومة على وطننا نحن حالة الطوارئ الدائمة التي تلغي حقوقنا وكرامتنا وتحرمنا من أي شعور بالأمن أو بالاستقرار. وطن الدكتور نظيف هو مجتمع كبار الساسة ورجال الحكم والأعمال والمستثمرين الذين يعيشون في تجمعات سكنية تحيطها الأسوار وتحرسها شركات الأمن الخاصة، ويمتلكون أغلب ثروة البلاد وينعمون بامتزاج السلطة والمال عبر شبكات الفساد ويعيشون في بذخ ورخاء من عرق العمال والفلاحين ومن استغلال الفقراء.

وطن الدكتور نظيف ومواطنوه من رجال الأعمال والسلطة والمستثمرين لا يمكن أن يشعر بالاستقرار والأمن إلا إذا فرض أحكام الطوارئ التي لا تفرض في دول أخرى إلا في حالات الحرب والكوارث الكبرى، لأنهم عصبة في حالة حرب دائمة مع الفقراء في بلادنا. بعض رجال الأعمال السذج لا يدركون ذلك تماما، لكن رموز السلطة هنا حتى يثبتوا أنهم يعرفون مصلحة رجال الأعمال أكثر منهم، كما أن أغلب رجال الأعمال والمستثمرين يدركون ويعترفون بأهمية أحكام الطوارئ عندما يقومون بالاعتداء على حقوق العمال في المصانع فيلجأ هؤلاء إلى الإضراب أو التظاهر أو الاعتصام للمطالبة بحقوقهم. هنا يدرك المستثمر روعة أحكام الطوارئ التي تجعل كل هذه الأشكال الاحتجاجية المشروعة في كل أنحاء الدنيا جرائم في مصر لا تحتاج منه أن يستدعي أجهزة الأمن لضرب العمال والتنكيل بهم واعتقال قياداتهم لمساعدته في نهب حقوقهم والاستبداد بهم واستغلالهم. كما أنهم يدركون أهمية الطوارئ في مواجهة أي آراء أو تغيير سياسي قد لا يسمح لهم بما ينعمون به حاليا من سهولة ويسر في نهب واستغلال ثروة البلاد على حساب أصحابها ومنتجيها.
هذا الارتباط بين تشجيع المستثمرين والاستثمار وفرض أحكام الطوارئ ينبع من إدراك الدولة أنها لا تقدم للاستثمار إلا عمالة رخيصة ومكبلة بلا حقوق، وفقراء يعاملون معاملة الأسرى، وموارد طبيعية لا صاحب لها ولا أمين عليها، باختصار تقدم له شعبا وأرضا وسوقا بلا ثمن إلا شراء السلطة ودعمها.